هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    جمل رقراقة يصحبه قصائد جميلة

    avatar
    belilyes
    زائر


    جمل رقراقة يصحبه قصائد جميلة Empty جمل رقراقة يصحبه قصائد جميلة

    مُساهمة  belilyes الإثنين 14 فبراير - 6:35

    الموت مباغت لا يستأذن ، ومهاجم لا يُؤمَن ، لا يترك شاباً ليكتمل شبابه ، ولا صاحباً ليتمتع به أصحابه ، ولا حبيباً يستأنس به أحبابه ، يفصّل الثوب فيأخذ صاحبه قبل أن يلبس ، ويبنى المجلس فيخترم الموت الباني قبل أن يجلس ، تزف المرأة لزوجها فيهاجمه الموت ليلة الزواج ، يزرع الزارع فيختلسه الموت قبل النتاج ، الموت له صور وأشكال ، ومشاهد وأحوال ، مرة يقتل بسيف أو برمح ، أو داء أو جرح ، أو بعرق ينبض ، أو بعضو يمرض ، أو بحرب هائله ، أو مجاعة قاتله ، المهم أنه لابد منه ، ولا محيص عنه  قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلاقِيكُمْ  يصبّحكم أو يمسّيكم ،  أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكُّمْ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ  ، أو دونكم جنود مؤيّده ، كل شيء هالك إلا وجهه الكريم ، وكل حي فانٍ إلا الحي القيوم .
    الموت يسقط الطيور ، ويخطف الصقور ، ويلتهم النسور ، يصيد الموت كل عائمه ، ويدرك كل هائمه ، ويجتاح كل سائمه ، يزحف على الحيوانات ، والعجماوات ، والحشرات ، يدخل القصور والأكواخ ، ويصرع الأطفال والأشياخ ، فسبحان من خلق الموت آية ، وجعله نهاية ، وصيره لكل حي غاية .  إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ 
    زار الرسل والأنبياء ، ووفد على الأصفياء والأولياء ، وطاف على الحكماء والعلماء والأدباء والشعراء ، فسقى الجميع بكأسه ، وهشم الكل بفأسه ، فلا صاحب القصر نجا ، ولا محب الدنيا عمّر ولو رجا ، ولا الكاره له سلم منه ولو ذمّه وهجا ،  وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمْ الْخَالِدُونَ  .
    نعد المشرفية والعوالي
    ونرتبط السوابق مقربات
    وتقتلنا المنون بلا قتالِ
    فما ينجين من خبب الليالي

    أخرج الموت وساوس ساسان ، وما سلم منه سليمان ، وخرّب ما شيده وشاده شداد ، وعاد بالكسر على عود ثمود وعاد ، وحط قحطان ، وأعدم عدنان .
    الموت يفجؤ بعد العين بالأثر
    أنهاك أنهاك لا آلوك موعظة
    هي المنايا وقاك الله سطوتها
    ومرّغت قيصر الرومي ودولته
    ليت المنايا رعت من كان ذا همم
    وليتها إذ فدت عمراً بخارجة
    وابن الزبير أتى بالبيت محتميا
    قد ذاقها أنبياء الله ما سلموا
    دع الليالي مع الأيام تصحبنا
    فما البكاء على الأشباح والصورِ
    عن نومة بين ناب الليث والظفرِ
    دكت عروش ذو التيجان والخطرِ
    وألصقت خد كسرى أضيق الحفرِ
    وزلزلت أشبه الأحياء بالبقرِ
    فدت عليّاً بمن شاءت من البشرِ
    فمزّقته بقرب الركن والحجرِ
    من فتلها فاعتبر ما جاء في السيرِ
    فالبِيض والسُمر مثل البَيض والسَمرِ


      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس 2 مايو - 4:46